وكالة: مبادرة كيري طواها النسيان ولا يوجد حولها اتفاق حقيقي ناجز واعلام الامم المتحدة يصفها بالبحث في حل سياسي لإنهاء الصراع في اليمن
28 أغسطس، 2016
463 11 دقائق
يمنات – صنعاء
اعتبرت وكالة اخبارية يمنية أن إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، عن “نهج” أو “خطة وخارطة طريق” للملف اليمني، و التي روج لها إعلامياً كـ”مبادرة”، طواه النسيان سريعاً.
و ارجعت وكالة “خبر” ذلك إلى أن هذا الاعلان لم يتبعه أي تحرك سياسي لتفعيل العمل بما اتفق.
و قالت إن التفاصيل المتسربة من أجواء اللقاء الرباعي الذي عقد في مدينة جدة غرب السعودية، تعيد توصيف ناتج اللقاء بالإشارة إلى “إخراج إعلامي” لغياب التوافق و انعدام الاتفاق، بعد رفض مبادرة كيري التي حملها معه إلى اللقاء.
و نقلت عن مصادر سياسية خليجية و غربية معلومات وصفتها بـ”القليلة” عن تفاصيل ما دار في لقاء جدة الرباعي، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، بشأن الملف اليمني.
و حسب الوكالة، قالت المصادر إن وزير الخارجية الأمريكي ذهب إلى اللقاء ولديه مبادرة، لإقناع السعوديين بالقبول بصيغة اتفاق حل شامل سياسي وأمني بالتزامن.
و أشارت أن ذلك هو ما جاء فعلياً في تصريحات كيري للصحفيين، لكن عملياً لم ينجح كيري في زحزحة الرياض عن موقفها المتصلب والتمسك بما تضمنته رؤيتها الواردة في ورقة مقترحات اسماعيل ولد الشيخ التي رفضها وفد صنعاء في مفاوضات الكويت قبل ارتفاعها بالفشل.
و قالت: يصر السعوديون وعبر حلفائهم أيضاً – من اليمنيين – على فرض صيغة أمنية وعسكرية في الدرجة الأولى وتأخير المجال السياسي إلى وقت متأخر.
و لفتت إلى أن موقف المبعوث الأممي تطابق تماماً وجاء تبعاً لموقف الرياض وهو الموقف نفسه الذي كان أدى في النهاية إلى إقفال مفاوضات الكويت بالفشل.
و قالت: لقاء كيري/لافروف في جنيف، يوم الجمعة الماضي، خلاء من أي ذكر (معلن) للموضوع اليمني بعد يوم واحد من لقاء جدة، باستثناء ما نسب إلى لافروف من القول بأن اللقاء تطرق إلى أزمة اليمن أيضاً إلى جانب سوريا، عوضا عن خلو الإعلان والتصريحات عقب جنيف من ذكر الملف اليمني.
و اعتبرت الوكالة أن ذلك يؤشر، بحسب المصادر، إلى إخفاق كيري في مهمته المتفقة مسبقاً بشأنها مع الروس لإحداث اختراق.
و قالت الوكالة، إن معلومات متطابقة أشارت إلى أن الموقف الأمريكي الذي تبلغته الرياض وحلفاؤها و المبعوث الأممي خلال مداولات الكويت كان هو العمل على توافق حول اتفاق سياسي وأمني معاً.
و أضافت: في لقاء جدة أعاد كيري القول بأن الحل على مسارين متوازيين ومتزامنين، السياسي والعسكري. لكن السعوديين رفضوا مجدداً هذه الصيغة.
و حسب الوكالة، اكتفى كيري بالإشارة إلى ذلك في تصريحاته كاتفاق مبدأي دون أية تفاصيل أو حيثيات أخرى. وأرد من ذلك الإبقاء أمام السعوديين على الموقف نفسه من الحل.
و طبقا لما أوردته الوكالة، رفض السعوديون وحلفاؤهم من اليمنيين في الرياض القبول بحكومة وحدة/توافقية. وهذا هو ثاني أهم بند في تصريحات كيري المبهمة و بتعلق أيضاً بثاني أهم وأبرز نقطة اختلاف وتباعد مع السعوديين.
و أضافت: و بالتوازي مع ذلك يبرز موضوع آخر ومهم بالنسبة إلى صنعاء، حيث يرفض ممثلوها تماماً الخوض في أي اتفاق أو حل يستثني مصير و وضع عبد ربه منصور.
و قالت الوكالة إن مصادرها تحفظت بدرجة كبيرة على التعليق على معلومات تحدثت عن طلب سعودي يستحث أمريكا إلى تدخل عسكري بري (عبر الحدود غالباً). لكن المرجح، بحسبها، هو أن الجانب الأمريكي أعطى رفضاً صريحاً. كما أنه يرفض طلب نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن.
و حسب الوكالة، فإنه و بالنظر إلى مضي أكثر من 72 ساعة دون أية إشارات أو ذكر لمخرجات لقاء جدة ومن قبل أي طرف، فإن الاستنتاج يفيد انعدام أي رؤية أو اتفاق حقيقي فضلاً عن “مبادرة” أو خارطة طريق” ناجزة من أي نوع.
و تابعت: إلى هذا، وعلى نفس السياق، أعطى ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة في المقر الدائم، يوم الجمعة، إشارة موجزة ولافتة إلى لقاء جدة ونسبها إلى اسماعيل ولد الشيخ وما طرحه في اللقاء. حيث يتحدث ولد الشيخ عن الموقف نفسه في الكويت، ونفس موقف الرياض، بإجراءات متسلسلة للحل تقدم الأمني على السياسي.
و وفقاً لإعلام الأمم المتحدة قال دوجاريك “ركز الاجتماع على البحث عن حل سياسي سلمي لإنهاء الصراع في اليمن، وعلى دور المجتمع الدولي. وتم تقديم خارطة طريق تتألف من مجموعة من المبادئ وتفاصيل الجداول الزمنية. وأصر المبعوث الخاص على ضرورة أن تجدد الأطراف اليمنية أولاً التزامها بالوقف الفوري للأعمال العدائية، وبتيسير الوصول الإنساني، والانخراط في مناقشة اتفاق واحد وشامل ومتسلسل حول الترتيبات الأمنية والتدابير السياسية.